بداية البداية
بعد انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية، عدتُ إلى بيروت بصحبة ولديّ زياد وغسان بعد أن كنا قد انفصلنا قسرياً ومن دون سابق تخطيط عن عدنان، زوجي، بفعل دخول العامل الإسرائيلي مباشرة، باجتياح جيشه للبنان، على وضع أساساً لم يكن مستقراً في البلاد بفعل الاقتتال الداخلي المسلّط فوق رؤوسنا منذ نيسان العام 1975..
فرحة اللقاء لا توصف بالرغم من طغيان رائحة البارود وهول الدمار.. لكن التئام شمل العائلة لم يَدمْ. فرَطَ بعد أقلّ من شهر وأخذَ معه كل الفرح، عندما دقّتْ يدُ الإجرام جرسَ بيتنا الواقع في "رأس النبع"- منطقة كانت تلاصق خط التماس الأساسي الذي شطر العاصمة آنذاك إلى بيروتين: شرقية وغربية- وخطفتْ عدنان في وضح النهار بذريعة "التحقيق لمدة خمسة دقائق بحادث سيارة ثم يعود" . بالطبع الحادثُ لم يحدث، وعدنان لم يعد منذ تاريخه (24 أيلول 1982).
لن أتطرّق إلى ما أصابني جراء هذه الكارثة سوى أنها خلخلتْ توازني على كافة المستويات...
لا أبالغ إذا قلت أن ما جعلني أتماسك وأقف على رجلّي هو حبّي لـ"عدنان" ولطفلين لم يتجاوز أكبرهما السادسة من عمره..
العامود الثاني